كنا نلوم حكامنا على كل خطأ في البلد ، و كل ظلم يحصل ، و قطرة دم تنزل ، و أحلام تُقتل ، و مبنى يهدم ، و مباني لم تُشيد ..
و اليوم حكامنا رحلوا ..
و بقى الظلم ذاته و الفساد ذاته ، و دمار أكبر ، و شهداء أكثر ..
حكامنا رحلوا و تركوا لنا شهداء بعدد حبات الرمل ، استشهدوا غدراً ..
مخدوعين و ظانين بأن من بعدهم ستنشأ دولة قوية مستقرة ، و بأن لنشعر بنسيم الحرية لا بد من القليل من الدماء ..
و ها هو عددكم يتضاعف ، و الدماء تلوث الطرقات و ما من حرية و لا أمان و لا حتى راحة نفسية.
اليوم بعد مرور ثلاثة أعوام على سقوط حكامنا يؤسفني بأن أخبركم يا شهداؤنا الشرفاء بأنكم قُتلتوا عبثاً ..
و بأن أخبركم بأن ثورتنا اليوم تسمى ثورة التناقض ..
فالمسؤولين الذين كانوا يحاربون النظام السابق لظلمه ، اليوم يقتلون من لا يؤيدهم.
و المجرمون الذين كنا نحاربهم ، اليوم هم يحكمون البلد.
و الحرية التي قُتلتم من أجلها ، اليوم تُحرم.
و الثوار الذين وقفوا معاً في صفوف واحدة ، اليوم يقفون مقابل بعضهم و يقتلون بعضهم البعض.
و البلد التي أردتم نشأتها ، اليوم تُدمّر بالكامل و تنقسم لمدن و أحزاب و قبائل.
فاليوم يتزايد تعداد القتلى ..
البعض يُقتلون بالخطأ ،
و البعض يُقتلون لوقوفهم في وجه الباطل ،
و البعض يُقتلون بعد ما تُسرق منهم أموالها و أحلامهم ،
و آخرون يقتلون في معارك ، و يطلقون عليهم بالشهداء .. شهداء الطمع.
ها نحن في الشهر الكريم ..
نصوم على الخوف ، و تفطر على الدماء
و نتزين لأخد عزاء هؤلاء القتلى
و ننتظر المزيد ..
فأيا شهداء الثورة العظيمة .. ما بإستشهادكم إلا إنتحار مُحلل ..
و عيدكم في الجنة أطيب إن شاء الله.
أسألي الحكام ما فعلوا ، سيجيبك أتقاهم وكلهم فجروا
ReplyDelete" زرعنا بكم أشجار ، تروي بالدم والنار ، ثمارها الجماجم ، أوراقها المآتم ، ألوانها البهائم (الحروب) "
...
وكل ما يحدث من تلك الانتفاضات وحتي الآن ، ماهو هو إلا تفكير مجموعة من عباقرة الإنس الجان ،
وكل من ترينهم ما هم إلا " أحجار علي رقعة شطرنج " (كتاب)