يوم كئيب
لا ادري ان كان اليوم كئيب أم أنه ناتج سعادة زائفة
لا شيء يدعو البهجة، و لا احد يشعرك بالرضا
كلٌ يغني على ليلاه.. الرجل القبيح الذي ينتظر قهوته في مقهى ما بكل تعصّب و كأنه ينتظر مولود جديد، و السائقون المجانين المنتشرين في الارض،
رجل الأمن المسؤول على بوابة الجامعة الذي لم يتلقى كلمة طيبة ولا ابتسامة منذ الصباح الباكر، و بالتالي ملامحه تدعو للإكتئاب.
اما المحاضر الذي يرتشف قهوته، و يدخن سيجارته برواق، كيف لا و هو ألغى محاضرة اليوم فقط من أجلهما.. القهوة و السيجارة.
كل هذه المشاهد كانت تدعو للإشمئزاز، و انه سيكون يوم مقلق و سخيف..
فقررت ان اجلس في زاوية ليست منعزلة كثيراً، لربما اسمع او أرى شيء يغير مسار هذا اليوم..
جلست و لحسن الحظ كنت احمل معي رواية، ففتحت الكتاب لأقرأ قليلاً و اذهب بمخيلتي بعيداً عن هذا المكان.
فوجدت نفسي انشغل عن القراءة بالإنصات الى احاديث الفتيات الساذجة، و هم يتبادلون حكاويهن الشخصية و هن بالكاد يعرفن بعضهن البعض .. لم أبالي لسذاجة قصصهن و اكملت قراءة الرواية، استغرقتني دقائق لأنذمج، و طار فكري بعيداً عن هذا الممر المظلم، بعد فترة وجيزة من القراءة، قاطعتني فتاة تعد نفسها صديقتي سائلة عن اسم الرواية، قلبت الكتاب لترى الاسم، فسألتني عن رأيي.. انه لمن الصعب ان تبدي رأيك في كتاب ما، فإختلاف الأذواق عامل مؤثر جداً في هذه الحالة. أكتفيت بقول انها رواية جميلة و اكملت القراءة، و اذ بها فتاة اخرى تسألني ان كنت اقرأ.. و لسوء السؤال لم اجد اجابة غير ابتسامة استهزاء.. فسألتني كيف اجد الوقت للقراءة و كيف أمكنني الوقت ان اكمل كل هذه الصفحات..
مضحك جداً عندما يتحدثن النساء الشرقيات عن الوقت، و كأنه عدوهن اللذوذ الذي يسرق كل فرصهن في الحياة للنجاح، و انه بالكاد يسعهن لفعل الأشياء اللازمة.. او ما يصفنها بالازمة!
نهضت لأتكلم مع الاستاذ عن تغيير موعد الامتحان النهائي، و اذ به أستاذ اخر اقترب مني و قام بتهجئة اسم الكتابة الذي احمله، فأخبأته في حقيبتي، فقال ساخراً.. اللهم ارزقنا بفضوتكم!
و لأنه أستاذ في مرتبة محاضر، كانت الابتسامة هي الرد الألبق لسخافة فعله.
و يلي ذلك الكثير من المواقف الاخرى حتى الكتابة عنها تدعو للإشمئزاز..
الى اللقاء في يوم كئيب آخر..